كتبت ــ أميمة مجدى:
منتصف الشهر الماضى كان د. محمد مرزوق يشاهد البرنامج التليفزيونى بمزيد من القلق، وهو يتابع لقطات الأسماك الميتة تطفو على المياه.
أستاذ امراض الاسماك ورعايتها، بكلية الطب البيطرى، جامعة القاهرة انزعج لأن الموضوع يتم عرضه بعيدا عن المتخصصين، «كنت هتجنن لان كل واحد بيتكلم عن المشكلة من وجهة نظره».
اللقطات تظهر الأسماك الطافية على صفحة النيل، فى مراكز الرحمانية ورشيد والمحمودية وفوه ومطوبس بمحافظتى كفر الشيخ والبحيرة. تأثرت الأسماك بتلوث المياه فى النهر الخالد.
أمام مؤتمر «الاستزراع السمكى»، الذى نظمه المركز الدولى للأسماك، الشهر الماضى، قال د. محمود حسين، رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة، إن مصر لا تنتج أسماكا صحية.
إذن المشكلة متكررة، كما يقول د. محمد، «والسبب المعلن دائما نفوق كميات كبيرة من الأسماك بنهر النيل بسبب ارتفاع نسبة الأمونيا فى المياه».
خمسة أسباب فى وجهة نظر رئيس قسم الاسماك بكلية الطب البيطرى سابقا، تؤدى إلى نفوق الاسماك كل عام فى توقيت «السدة الشتوية»، وهو الوقت الذى تقل فيه مياه النيل القادمة من هضبة الحبشة كما يشرح د. محمد.
السبب الأول كما يتابع د. محمد الشرح، «النفوق كان فى أسماك الاقفاص، وده نوع من الاستزراع السمكى المكثف».
مشكلة تلك الاقفاص، «الاحواض السمكية دى بتكون ضيقة وتتيح مكانا محدود للاسماك، والمزارعون بيضعوا كميات كبيرة».
السبب الثانى، «ربنا خلق الاسماك بطبقة مخاطية تحميها من الميكروبات، وتخرج الامونيا من الجلد لان لديها كلى واحدة للاخراج والاخرى تكون للخلايا المناعية». يتابع بأسلوب المدرس، «يعنى كأننى أضع السمك فى اتوبيس زحمة، يتحكوا فى بعض لحد ما يروح المخاط».
السبب الثالث هو مخلفات المصانع، «لأن سعر معالجة المخلفات أغلى من الغرامة، زى اللى بيبنى مخالف ويدفع الغرامة أرخص ما ياخد تصريح».
الاسباب السابقة تؤدى إلى السبب الرابع، وهى زيادة المواد السامة فى المياه. «الامونيا اللى بتخرجها السمكة دى زى النشادر مع مخلفات المصانع والمياه قليلة فى الوقت دا، تخيلوا حجم السموم فى الميه».
السبب الخامس الذى يغضب استاذ الاسماك، «الاهمال، ازاى اصيب الاسماك النافقة بالايام، دى تموت كل الاسماك»، ويتساءل، «هو حد يقدر يعدى من شارع فيه حيوان ميت؟».
الحلول فى وجهة نظر د. محمد، «تفعيل القوانين، ومافيش مزرعة سمكية تطلع من غير تصريح، لان بالشكل دا بقينا زى العشوائيات».
ويتساءل، «ينفع شارع 100 متر تفتح فيه عشر صيدليات».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق